في سابقة نادرة على الساحة السياسية العالمية، اعتذر الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، في خطاب رسمي موجه إلى الشعب، عن قراره بإعلان الأحكام العرفية، واصفاً ما حدث بأنه "خطأ فادح".
اعتراف بالمسؤولية والندم
أكد يون في خطابه أن قراره جاء نتيجة إحساسه باليأس كونه المسؤول الأعلى عن إدارة شؤون الدولة، وقال: "أنا آسف بشدة وأعتذر بصدق للمواطنين الذين لا بد أنهم أصيبوا بصدمة كبيرة". كما أقرّ بأن هذا القرار تسبب في حالة من القلق والانزعاج للمواطنين الكوريين الجنوبيين.
موقف صعب واستعداد لتحمل العواقب
مع تصاعد الأزمة السياسية، أبدى يون استعداده لتحمل المسؤولية القانونية والسياسية الكاملة عن قراره، مؤكداً أنه لن يتجنب المحاسبة. وفي ردّه على الشائعات التي ترددت حول إمكانية تكرار إعلان الأحكام العرفية، قال بحزم: "لن تكون هناك محاولة ثانية على الإطلاق لتعديل الدستور".
خطوة نحو المصالحة
اختتم يون خطابه بمشهد مؤثر، حيث نزل من المنصة وانحنى أمام شعبه قائلاً: "سأعهد إلى حزبي بإيجاد الوسائل الضرورية لتحقيق الاستقرار السياسي، بما في ذلك ما تبقى من ولايتي. أعتذر للمواطنين عن المخاوف التي سببتها لهم".
دعوات للاستقالة
في تطور لافت عقب الخطاب، أعلن هان دونغ هون، رئيس حزب "قوة الشعب" الحاكم، أن استقالة الرئيس يون باتت "أمراً لا مفر منه". وأضاف: "من المستحيل أن يواصل الرئيس أداء واجباته الطبيعية في ظل هذه الأزمة"، ما يعكس حجم الضغوط التي يواجهها يون، خاصة مع اقتراب تصويت البرلمان على عزله.
المشهد السياسي في مفترق طرق
تضع هذه الأحداث كوريا الجنوبية في حالة من الترقب، حيث ينتظر الشعب والعالم ما ستؤول إليه الأوضاع بعد هذه الاعتذارات والتحولات السياسية العميقة.